منتدى كنوز ودفائن القدماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مبطلات الاعمال

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مبطلات الاعمال Empty مبطلات الاعمال

مُساهمة من طرف ماما حنان نوفمبر 21st 2014, 5:13 am

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه...

أما بعد..

فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فإنها خير ما يقدم به العبد على ربه - تعالى -قال الله - تعالى -: ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )(1).



عباد الله احذروا الذنوب والآثام صغيرها وكبيرها فإنها والله بئس زاد المرء يقدم به على ربه، فهي سبب كل شر وداء في الدنيا والآخرة، ومن شؤمها وسوء عاقبتها أن منها ما يحبط العمل ويبطل السعي ويبدد الجهد ولذا فإن الله - تعالى -أمر المؤمنين بطاعة الله ورسوله ونهاهم عن إبطال أعمالهم بمعصية الله ورسوله فقال - تعالى -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)(2).قال أبو جعفر الطبري - رحمه الله - عند هذه الآية: ولاتبطلوا بمعصيتكم إياهما (أي الله ورسوله) وكفركم بربكم ثواب أعمالكم فإن الكفر بالله يحبط السالف من العمل الصالح.



أيها المؤمنون ذروا ظاهر الإثم وباطنه فإن الله - تعالى- قد توعد على بعض الذنوب بإحباط العمل وإبطال السعي فمن ذلك: الارتداد عن دين الله، والكفر بعد الإيمان، فإنه أعظم ما يبطل الأعمال ويحبطها بالكلية قال الله - تعالى -Sad وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(3) وقال - تعالى -: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(4) وقال - تعالى -عن أعمال الكفار والمكذبين: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)(5) والآيات في هذا المعنى كثيرة في كتاب الله - تعالى-، دالة على أن كل من كفر أو ارتد عن دينه ومات على ذلك فقد حبط عمله وبطل سعيه ومآله إلى جهنم وبئس المصير.



أيها الإخوة الكرام إن الارتداد عن دين الله - تعالى -والكفر بالله - جل وعلا - يكون بأمور عديدة منها:

الشرك بالله - تعالى - في عبادته - سبحانه - أو ربوبيته - تعالى - ذكره أو أسمائه وصفاته - عز وجل - قال الله - تعالى -: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ)(6) فالشرك يا عباد الله يحبط العمل بالكلية فلا تنفع معه حسنة كما قال الله - تعالى -: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ)(7).



ولتقرير هذه الحقيقة وهي أن الشرك يحبط العمل خاطب الله - سبحانه - نبيه ورسوله الذي عصمه من الوقوع في الكبائر فضلاً عن التلطخ بأرض الشرك فقال - تعالى -مخاطباً نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم -: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(Cool.



أيها الناس إن الشرك بالله - تعالى - في ألوهيته أو ربوبيته أو أسمائه أو صفاته، أمر خطير عظيم خافه أولو العزم من الرسل وخافه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه - رضي الله عنهم - فاحذروا الشرك عباد الله ولا يظنن أحدكم أنه بمنأى عن الشرك أو في أمان من الوقوع فيه فإن هذا خطأ وضلال قال - تعالى -: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)(9).



أيها المؤمنون إن الشرك الذي يحبط العمل بالكلية هو أن تجعل لله نداً وهو خلقك وذلك بأن تصرف العبادة أو نوعاً منها لغير الله - تعالى -كأن تحب غير الله أو تحب معه غيره أو تعظم غير الله أو تتوكل على غيره أو تدعو غيره أو تذبح لغيره أو تنذر لغيره أو تطيع غيره في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله - تعالى -. ومن الشرك المحبط للعمل اعتقاد العبد النفع والضر بغير الله - تعالى - وأن غيره - سبحانه - قادر على جلب المنافع ودفع المضار استقلالاً. ومن الشرك أيضاً جحد شيء من أسمائه وصفاته نعوذ بالله من ذلك.



عباد الله إن مما تحصل به الردة المبطلة للأعمال عدم اعتقاد كفر الكفار أو الشك في كفرهم أو تصحيح مذهبهم أو اعتقاد جواز التدين بغير دين الإسلام قال الله - تعالى -: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(10) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله - عز وجل -))(11) رواه مسلم.

فكل من لم يكفر الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم أو شك في كفرهم أو اعتقد صحة ما هم عليه فقد كفر بما أنزل على محمد نعوذ بالله من ذلك.



ومما تحصل به الردة المحبطة للأعمال بغض شيء مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال الله - تعالى -: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (Cool ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)(12). فمن كره تحريم الربا أو وجوب الصلاة مثلاً فقد حبط عمله وكفر بالله - تعالى -.



ومما يحصل به الارتداد عن دين الله الاستهزاء بشيء من دين الله - تعالى -أو ثوابه أو عقابه أو ما يتعلق بذلك قال الله - تعالى -: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)(13) ومنها جحد شيء مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ومنها سب الله - تعالى -أو سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن هذه الأمور مما تحصل به الردة والكفر بالله - تعالى -نعوذ بالله من ذلك.



أيها المؤمنون إن مما يحبط أعمال العاملين ويخيب سعيهم الرياء في العمل وهو أن يطلب العبد بعمله ثناء الناس ومدحهم وذكرهم قال الله - تعالى- في حق المرائين بنفاقهم: (كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابل فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)(14). وفي حديث أبي أمامة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله؟ قال: لاشيء له. فأعاده عليه ثلاثاً كل ذلك يقول: لاشيء له. ثم قال: ((إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه))(15) رواه أبو داود والنسائي وهذا يفيد أن العمل الذي لا يبتغى به وجه الله - تعالى -حابط باطل لا ينفع صاحبه، فكل من عمل عملاً طلب فيه غير وجه الله - تعالى -فإن عمله مردود عليه وليس له عند الله فيه من خلاق.



أيها المؤمنون إن مما يحبط العمل ويجعله هباء منثوراً انتهاك حرمات الله - تعالى - في الخلوات فعن ثوبان مرفوعاً: ((لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً يجعلها الله - عز وجل - هباءً منثوراً. قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها))(16) رواه ابن ماجه بسند صحيح.

ماما حنان

. : رئيسة مجلس الادارة العليا
مبطلات الاعمال 570581446
الدولة ؟ : السعودية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مبطلات الاعمال Empty رد: مبطلات الاعمال

مُساهمة من طرف ابو عبد الله نوفمبر 21st 2014, 10:57 pm

جزاك الله خيرا

ابو عبد الله

. : خبير اول رئيس طاقم الخبراء
> : نائب الدكتور منصور علمياً
مبطلات الاعمال 953456922
> : مبطلات الاعمال 267912269
وسام : مبطلات الاعمال 547873794

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى